- الرئيسية
-
السيد رئيس الجمهورية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
03 أيلول , 2013
دمشق
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن استقرار المنطقة يتوقف على الوضع في سورية والقوي هو من يمنع الحرب وليس من يفتعلها ويشعلها محذرا من أنه في حال نفذت الولايات المتحدة عدوانا ضد سورية فإن الجميع سيفقد السيطرة والنتيجة ستكون نشر الفوضى والحروب والتطرف لان الموضوع ليس متعلقا بسورية بل بمنطقة كاملة مرتبطة اجتماعيا وسياسيا وعسكريا متسائلا ماذا سيستفيد العالم من دعم الإرهاب في سورية.. وما مصلحة الولايات المتحدة بزيادة الاضطراب والتطرف في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الأسد.. إنه لو كان لدى الأمريكيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد على مزاعمهم حول اتهام سورية باستخدام السلاح الكيميائي لأعلنوه منذ اليوم الأول ولذلك فإن سورية ستمضي في الدفاع عن سيادتها وهي تعلم أن الشعوب عندما تدافع عن نفسها تنتصر مشددا على أن المهم بالنسبة لسورية اليوم هو ضرب الإرهاب لأن الإرهابيين التابعين للقاعدة لا يهتمون بالاصلاح ولا بالسياسة ولا بالقوانين والحل الذي تراه سورية يكمن في وقف إدخال الإرهابيين من الخارج ووقف دعمهم بالمال والسلاح.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
لوفيغارو: الأمريكيون والفرنسيون اتهموكم بأنكم قمتم بهجوم كيميائي بتاريخ 21 آب في منطقة الغوطة أدى إلى مقتل المئات. هل لكم أن تعطونا دليلا على أن جيشكم لم يقم بتلك الضربة...
السيد الرئيس: أولا.. من يتهم هو المسؤول عن تقديم الدليل ونحن تحديناهم أن يقدموا دليلا واحدا على هذا الاتهام.. ولم يفعلوا.. تحديناهم أن يقدموا دليلا لشعوبهم طالما أن السياسات الخارجية تبنى باسم الشعوب ومصلحتها.. ولم يفعلوا.
ثانيا.. لنتحدث عن مدى منطقية هذا الاتهام.. إن كان منطقيا أم لا.. وأنا اسألك هنا.. نحن نحارب منذ عامين وأستطيع أن أقول أن وضعنا اليوم ميدانيا أفضل بكثير من العام الماضي مثلا.. فكيف يمكن لجيش.. في دولة ما.. أن يستخدم أسلحة دمار شامل.. بينما هو يحقق تقدما من خلال الأسلحة التقليدية.. أنا هنا لا أحدد إذا كان الجيش السوري يمتلك هذه الأسلحة أم لا يمتلكها فهذا موضوع لا نناقشه. ثم لنفترض أن هذا الجيش يريد أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل.. إن كان لديه مثل هذا النوع من الأسلحة.. فهل يمكن أن يستخدمها في منطقة تتواجد فيها قواته.. أين المنطق في ذلك.. بالإضافة إلى ذلك هل من الممكن أن تستخدم أسلحة دمار شامل في ضواحي عاصمة دون أن تقتل عشرات الآلاف.. هذه المواد تتحرك مع الهواء.
لوفيغارو: هل أصيب جنود من الجيش السوري بهذه الأسلحة...
السيد الرئيس: في منطقة البحارية نعم.. وهي منطقة في ضواحي دمشق.. ولجنة التحقيق قابلت الجنود في المشفى.
لوفيغارو: البعض يقولون لا شك بأن هناك بعض التقدم من الجيش.. لكنك أيضا كنت تريد في نهاية المطاف الانتهاء من هذه المعارضة بشكل نهائي وهي تتقدم في أماكن أخرى.
السيد الرئيس: مرة أخرى المناطق التي يتم الحديث عنها هي مناطق سكنية.. استخدام أسلحة دمار شامل في هذه المناطق يعني عشرات الآلاف من القتلى... الاتهامات كلها تبنى على ادعاءات الإرهابيين وصور وفيديوهات عشوائية وضعت على الإنترنت.
لو كان لدى الأمريكيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد لأعلنوه منذ اليوم الأول
لوفيغارو: يقول الأميركيون انهم التقطوا اتصالا هاتفيا بين أحد المسؤولين عندكم وبين عناصر من الجيش.. يعطيهم أمرا لاستخدام هذه الأسلحة.
السيد الرئيس: لو كان لدى الأمريكيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد لأعلنوه منذ اليوم الأول.. نحن لا نناقش إشاعات أو ادعاءات.. نحن لا نناقش إلا حقائق وإن كان مايقولونه حقيقة فليقدموا دليلهم على ذلك.
لوفيغارو: هل كان يمكن لبعض المسؤولين أو بعض أفراد الجيش السوري أن يكونوا قد اتخذوا مثل هذا القرار دون موافقتكم.
السيد الرئيس: مرة أخرى.. أؤكد أننا لم نقل يوما أننا نمتلك مثل هذا السلاح.. وسؤالك يوحي بما لم أقله ولم نؤكد أو ننفيه كدولة.. لكن عادة في الدول التي تمتلك مثل هذا السلاح يكون القرار مركزيا.
بكل الأحوال أنت تناقش موضوعا لا نناقشه مع أي أحد كدولة لأنه موضوع عسكري بحت.
لوفيغارو: لكن جهاد مقدسي قال ذلك.
السيد الرئيس: كلا.. جهاد قال في حينها إن كنا نمتلك مثل هذا السلاح فنحن لن نستخدمه.. امتلاكنا له من عدمه هو شأن سوري يخصنا نحن فقط.
القوي هو من يمنع الحرب وليس من يشعلها
لوفيغارو: الرئيس أوباما أجل الضربات العسكرية على بلدكم.. كيف تفسرون هذا القرار.
السيد الرئيس: هناك من قال إن أوباما ضعيف لأنه تراجع عن توقيت العدوان أو أجله إما أياما أو أسابيع.. وهناك من رأى أنه رئيس دولة عظمى قوي.. لأنه هدد بشن حرب على سورية.
بالنسبة لنا نحن.. القوي هو من يمنع الحرب وليس من يشعلها.. لو كان أوباما قويا لوقف وقال لا يوجد لدينا أدلة على استخدام الدولة السورية للسلاح الكيميائي.. لوقف وقال.. إن الطريق الوحيد هو تحقيقات الأمم المتحدة وبالتالي فلنعد جميعا إلى مجلس الأمن.. لكنه وحسب ما أرى كان ضعيفا لأنه خضع للضغوط الداخلية وهدد بالحرب.. هذا ما نراه.. حكما قلت لك.. القوي هو من يمنع الحرب وليس من يفتعلها ويشعلها.
لوفيغارو: ماذا ستقول لأعضاء الكونغرس الذين سيكون عليهم أن يبدوا رأيهم ويصوتوا مع أو ضد هذه الضربة.
السيد الرئيس: من يرد أن يأخذ القرار فعليه أن يسأل نفسه سؤالا بديهيا قبل أن يصوت وهو.. ماذا حققت الحروب لأمريكا أو حتى لأوروبا.. ماذا حقق العالم من الحرب على ليبيا وعم الإرهاب فيها.. ماذا حقق العالم من حرب العراق وغيرها.. وماذا سيحقق العالم من دعم الإرهاب في سورية.
إن مهام أي عضو كونغرس هو العمل من أجل مصلحة بلاده وقبل أن يصوت يجب أن يضع القرار في كفة ومصلحة بلاده في الكفة الاخرى.. فما مصلحة الولايات المتحدة في أن تزيد من الاضطراب والتطرف في الشرق الأوسط ما مصلحتهم في استمرار ما بدأه جورج بوش وهو نشر الحروب في العالم..
إذا فكروا بشكل منطقي ومن خلال مصلحة بلادهم.. فلن يروا مصلحة لهم في مثل هذه الحروب.. لكن أنت تعرف بأن المنطق ليس سيد المواقف السياسية لديهم في كثير من الأحوال.
لوفيغارو: كيف تنوون أن تردوا على هذه الهجمة إن وقعت.
السيد الرئيس: اليوم أن تتحدث عن برميل بارود هو الشرق الأوسط.. وقد اقتربت النار جدا من هذا البرميل.. فالموضوع لا يعد فقط بالرد السوري.. وإنما بماذا سيحدث بعد أول ضربة.. من يضع اليوم خطة الحرب يمكن له أن يجيبك عن أول خطوة فقط.. أي ماذا سيفعل هو.. لكن بعدها.. لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيحصل.. والجميع سيفقد السيطرة عندما ينفجر برميل البارود.. لا أحد يملك جوابا عن الشكل النهائي لما سيحدث.. لكن الأكيد هو الفوضى.. الحروب.. التطرف وتداعياته في كل مكان.
لوفيغارو: هل هناك خطر لإندلاع حرب إقليمية.
السيد الرئيس: طبعا.. بل هذا الخطر يأتي في المرتبة الأولى.. الموضوع اليوم ليس متعلقا بسورية.. بل بمنطقة كاملة متكاملة مرتبطة اجتماعيا وسياسيا وعسكريا.. فمن الطبيعي أن تكون التحديات اقليمية وليس سورية فقط.
لوفيغارو: مثلا هل إسرائيل ستكون هدفا من أهدافكم.
السيد الرئيس: هل تتوقع مني أن أعلن كيف سيكون الرد... من غير المنطقي أن نعلن ما هي خطتنا لكن كما قلت.. بما أن اللاعبين كثر فالحديث عن لاعب واحد يقلل أهمية ما سيحدث.
المهم بالنسبة لسورية الآن هو ضرب الإرهاب داخل سورية
لوفيغارو: ماذا تقول للأردن التي تدرب المسلحين على أراضيها في حال حصل هذا التقدم لصالح المتطرفين والمسلحين... ما هو الخطر الذي يتهدد الأردن برأيكم.
السيد الرئيس: سياستنا ألا ننقل مشاكلنا لدول الجوار.. وبالتالي كنا نتعامل مع الآلاف من الارهابيين الذين أتوا سابقا من الأردن ونضربهم داخل سورية.. كما أن الأردن أعلنت أنها لن تكون منطلقا لأي عمليات عسكرية ضد سورية.
لكن لو فشلنا في ضرب الإرهاب في سورية فبطبيعة الحال سوف ينتقل إلى دول أخرى وسيزيد انتشار التطرف والفوضى.
لوفيغارو: إذا أنت تحذر الأردن وتركيا.
السيد الرئيس: نحن قلنا هذا الكلام مرات عدة وأرسلنا لهم رسائل مباشرة وغير مباشرة.. وأعتقد أن الأردن واع لهذا الموضوع.. رغم الضغوط عليه ليكون ممرا لهذا الإرهاب.. أما أردوغان فلا أعتقد على الإطلاق أنه يعي ما يفعل.. المهم بالنسبة لسورية الآن هو ضرب الإرهاب داخل سورية.
استقرار المنطقة يتوقف على الوضع في سورية
لوفيغارو: ماذا ستكون ردة فعل حلفائكم.. حزب الله وإيران في حال وجهت هذه الضربة.. هل تعولون على دعمهم لكم في حال تعرضتم لضربة.
السيد الرئيس: الآن لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم.. لكن تصريحاتهم كانت واضحة.. وبما أننا ذكرنا أن القضية اقليمية.. فلا يستطيع أحد أن يفصل مصالح سورية عن إيران.. ومصالح سورية وإيران وحزب الله عن مصالح دول أخرى تقف معنا.
اليوم استقرار هذه المنطقة يتوقف على الوضع في سورية.. وهناك وعي روسي لهذا الموضوع.. لذلك روسيا لا تدافع عن الرئيس ولا عن الدولة السورية.. وإنما عن الاستقرار في هذه المنطقة.. لأن الأمر سينعكس أيضا على روسيا.. إن أي نظرة للأمور تحت عنوان تحالف سورية مع إيران هي نظرة ضعيفة ومحدودة.. فالموضوع أكبر من ذلك.
لوفيغارو: هل طمأنك الروس إلى أنهم يتواصلون مع الأميركيين للتخفيف من الضربة.
السيد الرئيس: لا أعتقد بأن أحدا يثق بالأميركيين.. فلا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تضمن لأحد أن الأمريكيين سيقومون أو لن يقوموا بعمل ما تجاه أي دولة.. لذلك نحن لا نبحث عن مثل هذه التطمينات.. الامريكيون يقولون شيئا في الصباح ونقيضه تماما في المساء.. طالما أن أمريكا لا تتبع ولا تستمع للأمم المتحدة علينا ألا نطمئن.
الحل اليوم هو وقف إدخال الإرهابيين من خارج سورية بما في ذلك وقف دعمهم بالمال والسلاح وأي دعم آخر
لوفيغارو: كيف يمكن وقف الحرب والأزمة في سورية مستمرة منذ عامين ونصف العام... اقترحتم حكومة وحدة وطنية.. المجتمع الدولي اقترح جنيف 2.. كيف يمكننا وقف حمام الدم.
السيد الرئيس: عندما تكون الأزمة في بدايتها وتتحدث عن حل فذلك يختلف تماما عن الحديث عن الحل اليوم.. أنا قلت منذ البداية أن الحل من خلال الحوار.. وهذا الحوار يؤدي إلى حلول وأفكار تنفذ عبر خطوات سياسية.. اليوم الوضع مختلف.. نحن نقاتل إرهابيين 80 إلى 90 بالمئة من الذين نقاتلهم هم من القاعدة.. وهؤلاء لا يهمهم الإصلاح.. ولا السياسة ولا القوانين.. هؤلاء لا يمكن لك التعامل معهم إلا عبر القضاء عليهم.. عندها يمكن لنا الحديث عن خطوات سياسية..
لذلك وجوابا على سؤالك.. الحل اليوم هو وقف إدخال الإرهابيين من خارج سورية بما في ذلك وقف دعمهم بالمال والسلاح وأي دعم آخر.
لوفيغارو: من يدعمهم.
السيد الرئيس: السعودية بالدرجة الأولى.. وتركيا .. الأردن "عبر تهريب المسلحين" وفرنسا وبريطانيا وأمريكا.
لوفيغارو: هل لديكم أدلة على أن فرنسا سلمت الإرهابيين أسلحة.
السيد الرئيس: مواقف فرنسا السياسية والتحريض الذي تقوم به تنفيذا لسياسات دول أخرى كقطر وغيرها دليل كاف بالنسبة لنا.
لوفيغارو: هل أنتم مستعدون سيدي الرئيس لدعوة مسؤولي المعارضة للمجيء إلى سورية والاجتماع بهم وتقديم ضمانات لسلامتهم ولنقول لهم لنجلس ونجد حلا.
السيد الرئيس: في كانون الثاني من هذا العام أطلقنا مبادرة تتضمن ما ذكرته من بنود وأكثر.. لكن هذه المعارضة التي تتحدث عنها هي معارضة صنعت في الخارج.. هي صناعة فرنسية.. قطرية.. خارجية بالعموم وليست سورية.. وبالتالي هي تأتمر بأوامر من شكلها.. ولم يكن مسموحا لأعضاء تلك المعارضة أن يستجيبوا لهذه البنود والحلول السياسية.. هذا عدا عن كونهم أيضا لا يمتلكون أيضا قاعدة شعبية.. رغم كل ما سبق دعوناهم ولم يستجيبوا.
لوفيغارو: لكن البعض لم يستجب لهذه الدعوات لأنه يخشى على أمنه.. يخشى أن يسجن كما حصل مع عبد العزيز الخير.. فهل يمكن أن تقدموا له ضمانات.
السيد الرئيس: نحن قدمنا هذه الضمانات وأنا تحدثت عن هذه النقاط السياسية بما فيها ضمان أمن أي شخص يأتي إلى سورية بغرض الحوار.. لكنهم لم يأتوا.. أو لم يسمح لهم بالمجيء.
أما عن قتلهم أو اعتقالهم.. فنحن لم نقتل ولم نعتقل أحدا من المعارضة.. وهم موجودون في سورية.. أصدقاء عبد العزيز الخير وزملاؤه وتستطيع أن تلتقي بهم هنا في سورية.
فلماذا تعتدي وتعتقل شخصا وتترك الآخرين.. ما هي الحكمة من ذلك.. هذا الكلام لا منطق فيه.
السياسة الفرنسية تجاه سورية كانت تابعة تماما لما تريده قطر وأمريكا
لوفيغارو: كيف تفسرون موقف فرنسا منكم اليوم بعد أن كنتم أصدقاء لساركوزي وقد أتيتم عدة مرات إلى فرنسا.. وكانت هناك علاقة صداقة مع فرنسا.. كيف تفسرون هذا الانقلاب التام في المواقف.
السيد الرئيس: لم تكن علاقة صداقة.. كانت محاولة لتغيير توجه السياسة السورية من قبل فرنسا بتكليف أمريكي.. وكان هذا الموضوع واضحا بالنسبة لنا. حتى التحول الإيجابي تجاه سورية عام 2008 كان بتأثير قطري.. والانقلاب الفرنسي السلبي عام 2011 أيضا كان بتأثير قطري.. لأكن واضحا.. السياسة الفرنسية تجاه سورية كانت تابعة تماما لما تريده قطر وأمريكا.
لوفيغارو: سيجتمع البرلمانيون الفرنسيون يوم الأربعاء وهناك جدل كبير في فرنسا الآن.. البعض يعتقد بأن هولاند ذهب أبعد مما يجب في هذه القضية.. ما هو الخطاب الذي توجهونه اليوم للبرلمانيين الفرنسيين قبل أن يجتمعوا ويصوتوا على هذه الضربة.
السيد الرئيس: منذ أيام نقل تصريح عن لسان وزير الداخلية الفرنسي قال فيه.. إن مشاركة فرنسا تنتظر الكونغرس الأمريكي.. ولم يقل بأنه ينتظر البرلمان الفرنسي.. وبالتالي أنا أسألك هنا لمن تتبع الحكومة الفرنسية في قرارها.. للبرلمان الفرنسي أم للكونغرس... منذ عام 2003 وعلى خلفية غزو العراق.. وموقفها قبل الحرب.. قررت فرنسا ان تتخلى عن استقلاليتها وأصبحت تابعة للسياسة الأمريكية.. هذا ينطبق على شيراك بعد الحرب.. على ساركوزي والآن هولاند.. والسؤال هنا.. هل اجتماع البرلمان الفرنسي سيعني عودة استقلالية القرار الفرنسي للفرنسيين... نتمنى أن يكون الجواب نعم.. وعندها أقول لهم.. لينطلق كل عضو برلماني فرنسي من مصلحة فرنسا.. هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع التطرف والإرهاب.. مع الذين قاموا بهجمات 11 ايلول في نيويورك.. أو مع من فجروا المترو في إسبانيا.. هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع الذين قتلوا الأبرياء في فرنسا... كيف يمكن أن يقفوا ضد أشخاص مثل محمد مراح في فرنسا.. ومع أشخاص مثله في سورية.. كيف يمكن لفرنسا أن تحارب الإرهاب في مالي وتدعمه في سورية... هل ستكون فرنسا نموذجا لسياسة المعايير المزدوجة التي سوقتها أمريكا... كيف يمكن أن يقنع أعضاء البرلمان الشارع الفرنسي بأن دولتهم دولة علمانية وبنفس الوقت تدعم التطرف والطائفية في مكان آخر... دولة تدعو للديمقراطية لكن حليفها الأساسي دول من العصور الوسطى كالسعودية.. أقول لأعضاء البرلمان الفرنسي عودوا لمبادئ الثورة الفرنسية التي تباهى العالم بها.. "حرية..عدالة..مساواة".
لوفيغارو: فيما لو تدخلت فرنسا عسكريا.. كنتم تتحدثون عن المصالح الوطنية للفرنسيين.. في هذه الحال.. هل ستضرب مصالحها الوطنية في سورية أو في المنطقة.
السيد الرئيس: لا أعرف إن كانت ستضرب أم لا.. هذا يعتمد على تداعيات الحرب.. لكن بكل تأكيد ستخسر مصالحها.. هناك كره واحتقار تجاه السياسة الفرنسية.. هذا أصبح واضحا وهو ينعكس على المصالح بشكل مباشر.. سينعكس على مصالح فرنسا وبشكل سلبي طبعا.. وخاصة أن دولا هامة في المنطقة بدأت تتجه باتجاه الشرق.. ولم تعد تنظر لأوروبا كما كانت في السابق.. البدائل موجودة والاحترام المتبادل موجود بيننا وبين هذه الدول.
لوفيغارو: إذا أنت تطلق نداء إلى العقلانية والحكمة.
السيد الرئيس: العقلانية والأخلاق.
لوفيغارو: هل تنوي أن ترشح نفسك في العام المقبل للانتخابات الرئاسية.
السيد الرئيس: هذا يعتمد على رصد رغبات الشعب السوري في ذلك الوقت إذا شعرت بأن هناك رغبة بهذا الشيء لن أتردد والعكس صحيح.
قد لا يكون لدينا احصائيات الآن لكن لدينا مؤشرات.. والمؤشر الأساسي هو أنك عندما تحارب إرهابيين يأتون من أكثر من ثمانين دولة مدعومين غربيا وعربيا أحيانا.. وبالمقابل الشعب لا يريدك.. فلا يمكن لك أن تستمر.. طالما ان سورية صمدت لعامين ونصف العام فذلك مؤشر هام بأن هناك دعما شعبيا.
لوفيغارو: في هذه الأزمة سيدي الرئيس إلى أي حد أنتم مستعدون لأن تقاتلوا...
السيد الرئيس: لسنا نحن من اختار القتال.. أمامنا خياران.. إما أن نقاتل وندافع عن بلدنا ضد الإرهاب.. أو أن نستسلم وتاريخنا في هذه المنطقة لا يذكرنا بأننا استسلمنا سابقا.. هذه المنطقة تعيش حروبا دائما لكنها لم.. ولا.. ولن تستسلم.
لوفيغارو: إذا أنت ستقاتل لحد أن تضحي بحياتك لأجل سورية...
السيد الرئيس: عندما يكون الموضوع وطنيا الكل يقاتل.. والكل يضحي لأجل وطنه.. لا يوجد فرق بين رئيس ومواطن.. القضية ليست قضية شخصية.. فما الفائدة إن بقيت أنت حيا وبلدك ميت.
لوفيغارو: هل تتحملون سيدي الرئيس كل الأخطاء التي ارتكبت وكل ما قام به جيشكم وقوات الأمن.. أم هل تظنون بأن هناك أخطاء ارتكبت...
السيد الرئيس: أي إنسان يخطئ في عمله.. عندما لا تخطئ فإما أنك لست إنسانا أو أنك لا تعمل.. وأنا إنسان وأعمل.. لكن عندما تريد أن تقيم الخطأ.. تستطيع أن تقيمه بعد انتهاء الحدث وليس قبل انتهائه.. لأن عليك أن تنتظر نتائج هذا العمل.. ونحن الآن في قلب المعركة.. عندما تنتهي المعركة سنقيم النتائج ونقول في هذا المكان كنا على حق وفي ذاك المكان أخطأنا.
تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر
لوفيغارو.. هل أنت متأكد بأنك ستربح هذه المعركة...
السيد الرئيس: تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر.. وهذه الحرب ليست حرب الرئيس ولا الدولة هي حرب كل الوطن.. وسننتصر.
لوفيغارو: رغم كل شيء.. فقد جيشكم السيطرة على بعض المناطق في الشمال.. في الشرق.. في الجنوب.. هل تعتقدون بأنكم ستستعيدون هذه المناطق العسكرية...
السيد الرئيس: المشكلة لدينا ليست بأرض معنا أو أرض تحت سيطرة المسلحين.. فليس هناك مكان أراد الجيش الدخول إليه إلا واستطاع ذلك.. المشكلة حقيقة هي استمرار ضخ الارهابيين من الخارج عبر الحدود.. وما تمكن الارهابيون من تغييره على المستوى الاجتماعي في المناطق التي دخلوا إليها.
لوفيغارو: موراتينوس وهو صديقكم سابقا قال لي منذ أيام إنه لا يفهم ما الذي يدور في رأس بشار الأسد وكيف يمكنه أن يقوم بمثل هذه الأعمال العنيفة في بلده...
السيد الرئيس: علينا نحن أن نسأل بالمقابل نفس السؤال كيف سمحت فرنسا بقتل إرهابيين روعوا المواطنين في البلاد... كيف تعاملوا مع أعمال الفوضى في بريطانيا العام الماضي... ولماذا نزل الجيش في لوس أنجلوس في التسعينيات... لماذا مسموح في باقي الدول أن تكافح الإرهاب وليس مسموحا ذلك في سورية... لماذا غير مسموح لمحمد مراح ان يتواجد ليقتل في فرنسا ومسموح للإرهابيين ان يتواجدوا ويقتلوا في سورية.
لوفيغارو: سيدي الرئيس.. منذ بداية الأزمة كيف طرأت تغييرات على حياتكم اليومية من حيث قيادتكم للدولة... البعض بعد عامين ونصف العام على بداية الأزمة يقول إن بشار الأسد يقود وحده البلاد..
السيد الرئيس: هذا ما أجبتك عليه منذ قليل.. إذا كان الغرب ضدي والشعب ضدي وأنا وحيد في الدولة.. كيف لي أن أقود البلاد.. هذا كلام غير منطقي.. أنا مستمر بقوة الدعم الشعبي وبقوة الدولة.. لذلك مع كل أسف عندما ينظر الإنسان من الغرب إلينا لا يرى الأمور بشكل واقعي.
لوفيغارو.. سيدي الرئيس.. هناك عدد من الصحفيين الفرنسيين المسجونين في سورية.. هل لديكم أنباء عن وضعهم... وهل سلطات الدولة هي التي تحتجزهم...
السيد الرئيس.. محتجزون لدينا...
لوفيغارو: أخذوا رهائن في سورية في الشمال... هل لديكم أي معلومات عن مصيرهم...
السيد الرئيس: إذا كانوا رهائن عند الإرهابيين يجب أن تسأل الإرهابيين عنهم.. أما لو قامت الدولة بإلقاء القبض على أي شخص دخل بشكل غير نظامي.. فسوف تحيله إلى القضاء.. ولن تبقيه في السجن.. سيحاسب بحسب القانون السوري.. وعندها سيكون ذلك معلنا.
لوفيغارو: هل ترغبون بأن يكون هناك تعاون أمني بينكم وبين فرنسا وهذا أمر كان يسير بشكل جيد في الماضي...
السيد الرئيس: أي تعاون أكان أمنيا أم عسكريا أو حتى اقتصاديا بحاجة لتوافق سياسي.. لا يمكن لنا أن نتعاون مع أي دولة أمنيا عندما يكون هناك تناقض في المصالح السياسية.
كل من يشارك بدعم الإرهابيين سياسيا أو ماليا أو عسكريا هو عدو الشعب السوري
لوفيغارو: عندما توفي والدكم وذهبتم إلى فرنسا واستقبلكم الرئيس شيراك.. الجميع كان ينظر إليكم كرئيس شاب واعد جدا.. طبيب عيون هام.. هل اليوم بعد كل هذه الأزمة تبدلت صورتكم وإلى أي حد... كيف تبدل هذا الشخص...
السيد الرئيس: السؤال الأهم هو هل تبدلت حقيقة هذا الشخص... فالصورة يبدلها الإعلام بالطريقة التي يريد.. حقيقتي لم تتغير.. أنا شخص أنتمي للشعب السوري.. أدافع عن مصالحه.. مستقل.. لا أخضع للضغوط الخارجية.. أتعاون مع الآخرين بالشكل الذي يحقق مصالح بلدي. هم فهموا خطأ هذه الأشياء.. اعتقدوا بأن رئيسا شابا يمكن أن نقول له ما يفعل وما لا يفعل.. اعتقدوا بأنني إذا درست في الغرب فهذا يعني بأني فقدت ثقافتي الأصيلة.. هذه نظرة ساذجة وسطحية.. أنا لم أتغير.. ولكن هم رأوني بصورة أخرى في البداية. عليهم أن يقبلوا صورة السوري المتمسك باستقلال بلده.
لوفيغارو: هل أصبحت فرنسا دولة معادية لسورية...
السيد الرئيس: كل من يشارك بدعم الإرهابيين سياسيا أو ماليا أو عسكريا هو عدو الشعب السوري.. كل من يساهم بمقتل جندي عربي سوري هو عدو لسورية.. كل من يعمل ضد مصالح سورية ومواطنيها هو عدو. أنا لا أتحدث عن الشعب هنا لأنني أرى أن الحكومة الفرنسية تسير بعكس مصالح ورغبات شعبها.. فعلينا أن نفرق بين الشعب العدو والدولة العدوة.. الشعب الفرنسي ليس عدوا.. لكن سياسة دولته معادية للشعب السوري.
لوفيغارو: الدولة الفرنسية اليوم هي دولة عدوة لسورية...
السيد الرئيس: بقدر ما تكون سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري تكون عدوة له.. وينتهي هذا العداء عندما تغير الدولة الفرنسية سياساتها.