- الرئيسية
-
السيد رئيس الجمهورية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2015-10-05
أكد السيّد وليد المعلّم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن الضربات الجوية الروسية فى سورية جرى الإعداد لها منذ أشهر ولا أحد يستطيع ربطها بالتوقيت الراهن لافتاً إلى أن روسيا تنسق مع الجيش العربي السوري وهو القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب.
ولفت الوزير المعلّم فى مقابلة مع قناة الميادين بثت مساء اليوم إلى أن موسكو عملت بجد لإقامة مركز معلوماتي فى العراق يضم سورية والعراق وروسيا وإيران مبيناً أن هذا المركز سيكون له شأن مهم في تبادل المعلومات.
وقال الوزير المعلّم: "دون شك ستفوز روسيا فى هذا السباق.. ليس لدي شك إطلاقاً والسبب عملي وبسيط لأن روسيا تنسق مع الجيش العربي السوري وهو القوة الوحيدة فى سورية التى تتصدى للإرهاب".
وأضاف السيّد المعلّم "عندما يكون لديك فى العمل العسكري تنسيق أرضي وجوي تكون عملياتك مثمرة أما الولايات المتحدة فهي لا تنسق معنا ولذلك قامت بـ 9 آلاف غارة جوية على أنها ضد "داعش" والنتيجة وبعد أكثر من عام أن "داعش" أصبح أكثر قوةً وانتشاراً" متسائلاً ما الاستراتيجية الحقيقية للولايات المتحدة… هل القضاء على "داعش" أم احتواؤه وفي كلا الحالتين جاء الموقف الروسي ليعطل هذه الاستراتيجية.
وأوضح الوزير المعلّم أن الفعالية المباشرة للغارات الجوية الروسية بعد يومين من بدئها مقابل أن غارات التحالف الغربي طوال أكثر من عام لم يكن لها تأثير تدل على عدم فعالية ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية.
وبين وزير الخارجية والمغتربين رداً على سؤال حول انتظار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طويلاً في إحدى الغرف ريثما ينتهي لقاؤه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن كيري جاء للتشويش على هذا الاجتماع وليس للقائي لكن الاجتماع أخذ وقته وتناول مواضيع أساسية وكانت النتائج مثمرة قائلاً "أنا لا ألتقي به دون موعد حيث يجب عليه أن يطلب موعداً وأنا أستشير وآخذ موافقة من قيادتي قبل اللقاء به وهو لم يطلب ذلك".
وأكد السيّد المعلّم أن ما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه سورية في مجال مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الحكومة السورية لقي استحسان الشعب السوري ومن يحب سورية وشعبها لافتاً إلى أنه كان يعرف ما يريد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأجرى عدة لقاءات إعلامية يخاطب من خلالها الرأي العام الأمريكي والعالمي حول موقف روسيا من الوضع في سورية وقد سجل ما يرغب به لدى أوساط الرأي العام الأمريكي قبل لقائه مع الرئيس أوباما.
وأشار الوزير المعلّم الى أن الدول التي تتآمر على سورية أصبحت معروفة وقليلة وقد جاءتهم الصدمة لأنهم فوجئوا بالإعلان عن بدء الغارات الجوية الروسية على الإرهاب.
وأوضح الوزير المعلّم أن روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن تمارس دورها على الساحة السورية والدولية في إطار الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول واستقلالها وجاءت إلى سورية بطلب رسمي من القيادة السورية وهذا في حد ذاته صون للسيادة الوطنية وللقرارات الدولية وقال "بوجود الفيتو الأمريكي أو الغربي تجاه ما قامت به روسيا في سورية سواء أصدر قرار عن مجلس الأمن أم لم يصدر نعتبر أن روسيا وفت بالتزاماتها في إطار السيادة الوطنية لسورية".
وأشار السيّد المعلّم إلى أن مجلس الأمن أصدر العام الماضي ثلاثة قرارات بالإجماع وتحت الفصل السابع حتى إن أحدها ترأسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولم ينتج عنها أي شيء مبينا أن 70 بالمئة من مشكلة الإرهاب في سورية كانت ستنتهي لو أن دول الجوار التزمت بهذه القرارات.
وقال وزير الخارجية والمغتربين "إننا شأن العديد من دول العالم أصبحنا نفقد تدريجيا الثقة بفاعلية مجلس الأمن ونعول على تفاهمنا مع روسيا الاتحادية ونعتبر طلبنا واستجابة روسيا له يستوفي كل الشروط القانونية" لافتاً إلى أن الولايات المتحدة والحلف الذي تقوده لم يفعلوا هذا فهي بذلك خرقت السيادة السورية وميثاق الأمم المتحدة ورغم ذلك فإن غاراتها لم تؤد إلا إلى نمو "داعش".
وأشار الوزير المعلّم الى أن قرار مجلس الأمن لا يتحدث عن "داعش" فقط كمنظمة إرهابية بل هو يتحدث عن "داعش والنصرة" وجميع التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة كـ "أحرار الشام" لذلك فإن ضرب "داعش" أو "النصرة" أو "أحرار الشام" يأتي في إطار قرار مجلس الأمن الذي يعتبر هذه التنظيمات إرهابية.
وحول الموقف الأمريكي من الغارات الروسية أكد السيّد المعلّم إن الدول التي أقلقتها الغارات الجوية الروسية على الإرهاب هي الدول ذاتها التي تآمرت على الشعب السوري منذ خمس سنوات وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر وهذه الدول أصبحت معروفة بتآمرها ولهذا أقلقها الدور الروسي في مكافحة الإرهاب.
وأوضح الوزير المعلّم أن "هذه الدول عندما تصعد في مواقفها السياسية تجاه سورية وتقول على سبيل المثال لا مكان للرئيس بشار الأسد في الحل السياسي أو في مستقبل سورية فمن هي هذه الدول لتقرر نيابة عن الشعب السوري ذلك" مضيفاً "لقد قلت في مونترو لكيري إن الشعب السوري وحده صاحب القرار في من يقوده وما مستقبله وأكرر ذلك الآن.. وهذا موقفنا الثابت ليعلم كيري وغيره من السعودية إلى قطر إلى كل هذه الأدوات أن الشعب السوري وحده صاحب القرار والحق في تقرير مستقبله ومستقبل من يقوده.. والرئيس الأسد هو الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية وهو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الذي انتخب بأكثرية الشعب السوري".
وأكد الوزير المعلّم أن الكيان الإسرائيلي هو المستفيد الأساسي والوحيد مما يسمى "الربيع العربي" لأنه يستهدف الجيش العربي السوري والجيوش الأساسية في المنطقة كالجيشين المصري والعراقي ويريد أن يصبح القوة المهيمنة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً على شؤون المنطقة التي أنهكتها الحروب لافتاً إلى أن هذا الكيان وجد له رؤية مشتركة مع بعض الدول الخليجية كالسعودية وقطر سواء تجاه سورية أو تجاه إيران.
وأشار السيّد المعلّم إلى أن الدور الإسرائيلي أصبح معروفاً في الجنوب حيث تكرر "إسرائيل" ما فعلته في لبنان وهي على اتصال مع تنظيمات إرهابية كـ "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و "جيش اليرموك" وغيرها من التنظيمات وتقدم لهم مختلف أنواع الأسلحة ومعلومات استخباراتية وتداوي جرحاهم في مشافيها وكانت تقوم بالاعتداء على الجيش السوري لرفع معنويات هؤلاء الإرهابيين بعد فشلهم المتكرر في كل هجوم.
وأوضح السيّد المعلّم "أن الكيان الإسرائيلي يستخدم الإرهابيين لتشكيل حزام أمني بين قواته وقوات الجيش العربي السوري كما فعل في لبنان كما أنه يسعى لإطالة أمد الحرب في سورية".
وشدد الوزير المعلّم على أن تركيا لا تريد محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي حتى لو أنها أعلنت ذلك لأسباب عقائدية فهي كانت تريد من سورية إشراك "الإخوان المسلمين" في السلطة وعندما رفضنا ذلك بدأت بشن حرب شعواء علينا لافتاً إلى أن تركيا تدعم "جبهة النصرة" الإرهابية بالمال والسلاح والتدريب وعمدت إلى تشكيل ما يسمى "جيش الفتح" في الشمال السوري لتجاوز مسألة إدراج هذه الجبهة على لائحة الإرهاب.
وعن إمكانية طلب العراق من روسيا المساعدة في مكافحة "داعش" أوضح الوزير المعلّم أن ما ينطبق على سورية ينطبق على العراق وفي حال طلبت القيادة العراقية مساعدة القوات الجوية الروسية فإن روسيا لن تتردد فهي دولة عظمى ولديها إمكانية لكنها لا تتدخل إلا بناءً على طلب لأنها تحترم الشرعية.
وأضاف السيّد المعلّم إن عملية مكافحة الإرهاب في سورية والعراق مثل "الأواني المستطرقة" فإذا لم نشعر أننا نحارب عدواً مشتركاً ونقبع في خندق واحد ولم يكن التنسيق بيننا في أعلى درجاته فإن "داعش" سيستفيد من هذا الوضع وسيقوم بنقل عناصره من مكان إلى آخر حسب حرارة المعركة والمواجهة.
ورأى الوزير المعلّم أن الثقة بالنصر نابعة من عناصر أساسية وعملية على الأرض وذلك بسبب وجود جيش عربي سوري يكافح على عدة جبهات على امتداد الوطن وما زال صامداً وجاهزاً للتضحية ومستمراً في مكافحة الإرهاب ويحظى بدعم شعب صامد رغم كل معاناته الحياتية لأنه مؤمن أن معركته ضد الإرهاب هي معركة مصير مبيناً أن المتآمرين على سورية أصبحوا يشعرون أن الطاولة انقلبت عليهم ولهذا أصيبوا بالهيستيريا وبدؤوا بتصعيد كلامي غير مسبوق.
وأكد الوزير المعلّم أن الوقائع تؤكد صدقية حلفاء سورية سواء أكان الاتحاد الروسي أم ايران وهذا الدعم سيستمر وكلما سجلنا تقدماً في الميدان تعمق هذا الدعم لافتاً إلى أن الأيام القليلة الماضية برهنت على ذلك.
وأوضح السيّد المعلّم أن الذين تامروا على سورية كانوا مئة دولة أو أكثر يجتمعون تحت عنوان "أصدقاء سورية" والآن أصبح عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد لأن الناس في بلدانهم شعروا بأن هذه المؤامرة على سورية في النهاية ستستهدفهم وأصبح لديهم قلق وشعروا بأن ما قيل عن الحرية وهم يستخدم لتلبية أغراض سياسية إعلانية.
وقال السيّد المعلّم "إن الصورة اليوم باتت تظهر أن أصدقاءنا يزدادون وأصدقاء من تآمر على سورية يتناقصون وقد يكون هناك استغراب إذا قلت إنني قابلت عدداً من المسؤولين من أوروبا الغربية من الاتحاد الأوروبي في دمشق بناء على طلبهم".
وحول التصريحات السعودية العدائية تجاه سورية بين الوزير المعلّم "أن تدخل السعودية في الشأن السوري وهذه التصريحات للمسؤولين السعوديين تنم عن غيظ وحقد تكنه السعودية للشعب السوري فهي تفتري على حق هذا الشعب في اختيار مستقبله وقيادته وتعطل الحل السياسي في اليمن وفي سورية لأن هذا الحل ينهي سفك الدم وينهي دورها في التآمر".
ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى أن السعودية تعاني من عجز في ميزانيتها بسبب انخفاض أسعار النفط وتكاليف حربها الباهظة في اليمن وتمويلها بالملايين للتنظيمات الإرهابية المسلحة لسفك الدم السوري مبيناً أنها لا تفكر أبدا بالفقر والتعليم وقضية فلسطين والشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى بل تفكر فقط بسفك الدم العربي في اليمن وسورية وربما في غيرها.
وعن الموقف الرسمي من مبادرة دي ميستورا بين الوزير المعلّم "أن دي ميستورا عندما قدم مبادرة اللجان الأربع التي يزمع أن يشكلها قال حرفياً ان هذه اللجان خبراء للعصف الفكري غير ملزمة وإذا حصل توافق على نقاط معينة يمكن بالتالي الاستفادة منها في التحضير لجنيف3 لافتاً الى أن إمكانية النجاح متوافرة إذا كانت هذه الاجتماعات التي سيجتمع بها خبراء سوريون سوريون ومن يحرص منهم على بلده ومكافحة الإرهاب أما من تستهويه مصالح دول أخرى سيكون منبوذاً ولن تصل الاجتماعات إلى نتيجة.
وأضاف الوزير المعلّم "لدينا مجموعة طويلة من الخبراء في كل المواضع لكن لم نناقش بعد مع دي ميستورا أسماء من سيحضر من الأطراف الأخرى وهو وعدني عندما التقيته بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنه سيأتي إلى دمشق لاطلاعنا على هذه الأسماء وشرح لنا ما منظوره للمجموعات الأربع والآن ننتظر أن يأتي إلى دمشق لاطلاعنا على أسماء من سيحضر من الطرف الآخر".
ولفت السيّد المعلّم إلى عدم وجود مدى زمني مضيفاً "إن هناك معطيات فإذا التزمت دول الجوار بقرارات مجلس الأمن التي صدرت العام الماضي وخاصة تركيا والأردن وضبطت حدودها ومنعت تسرب الإرهابيين فإن مكافحة الإرهاب ستكون مجدية أكثر وتفتح الباب للحل السياسي" مؤكداً أن عدم التزام هذه الدول بذلك وتحدثها عن حل سياسي في سورية سيعطل هذا الحل لأن مكافحة الإرهاب هي السبيل المجدي لفتح الباب لهذا الحل.
وبشأن موضوع المهجرين أوضح الوزير المعلّم أنه حسب الإعلانات الأوروبية فإن المهجرين السوريين يشكلون 20 بالمئة من حجم الهجرة المتدفقة إلى أوروبا وقال "حريصون على أن يبقى كل مواطن سوري في سورية ونعتبر خروجه خسارة للوطن لأننا سنحتاج إلى هؤلاء في برامج إعادة الإعمار ومن هنا أضع إشارات استفهام كثيرة على الدور التركي في هذا التدفق من المهجرين عبر السواحل التركية باتجاه اليونان".
وأوضح الوزير المعلّم أنه عندما تشجع دول غربية تقودها الولايات المتحدة الإرهابيين في ضرب البنية التحتية للاقتصاد السوري وسرقة المصانع في حلب والنفط السوري وبيعه في تركيا فهؤلاء يحرمون الشعب السوري من فرص العمل ولذلك المسألة تحتاج إلى علاج جذري والبحث في أسبابها لأننا الآن نبحث في نتائجها مبيناً أنه لا بد من أن تقف أوروبا موقفا حازماً وتعيد النظر في سياساتها وعلى تركيا أن تتوقف عن التآمر على سورية.
وقال السيّد المعلّم "أعلنا مراراً أننا نضمن العودة الآمنة لكل سوري راغب بالعودة لكن لا سلطة لنا على المخيمات التي أقيمت في دول الجوار ولا سلطة لنا عندما تقوم بعض دول الجوار في منع السوريين من العودة إلى سورية أو في تجنيدهم ومن لا يرغب يهجر قسراً إلى أوروبا".