- الرئيسية
-
السيد رئيس الجمهورية
-
وزير الخارجية والمغتربين
- وزارة الخارجية والمغتربين
-
سورية
-
بيانات رسمية
2017-12-06
صرح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين بما يلي :
تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بها كعاصمة للاحتلال الإسرائيلي والذي يشكل تتويجاً لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني، وإقامة الكيان الاستيطاني الصهيوني في قلب الوطن العربي ليكون قاعدة لفرض الهيمنة على الأمة العربية، وسلب مقدراتها، ومنع أي شكل من أشكال العمل العربي الموحد.
إن هذه الخطوة الخطيرة للإدارة الأمريكية تبين بوضوح استهتار الولايات المتحدة بالقانون الدولي، وتخليها عن مسؤولياتها كقوة عظمى في حفظ السلم والأمن الدوليين، وأنها هي من تغذي الصراعات والفتن في العالم على حساب دماء الشعوب من أجل ضمان استمرار هيمنتها وغطرستها، وتهديد السلم الدولي برمته ، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة من أجل قيام نظام عالمي جديد يحترم سيادة الدول و يصون حقوق الشعوب ، ويضع حداً للسياسات التدميرية، وانهيار منظومة القيم والنفاق الذي أصبح صفة ملازمة للإدارة الأمريكية ومنظومة الدول التابعة لها، وإن الرئيس الأمريكي وحلفاؤه في المنطقة يتحملون مسؤولية التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن هذا القرار.
لقد حذرت سورية على الدوام من أن حالة التشرذم والانقسام في الصف العربي، وتبعية بعض الأنظمة العربية لإملاءات الإدارة الأمريكية، تلحق أكبر الضرر بالمصالح العليا للأمة العربية، وأنه آن الآوان لتلك الأنظمة أن تدرك أن الولايات المتحدة شكلت وعلى مر تاريخها الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني، والعدو الأول للأمة العربية ، كما أن الرئيس الأمريكي لم يكن ليجرؤ على الاقدام على هذه الخطوة لولا تحالفه مع بعض الأنظمة العربية التي تآمرت وما تزال على سورية والقضية الفلسطينية.
إن سورية تجدد الدعوة للجماهير العربية وقواها الحية إلى النهوض للدفاع عن الحقوق والمقدسات والمصالح العربية التي أصبحت في مهب الريح بفعل السياسات العدوانية للإدارة الأمريكية والدول التي تدور في فلكها، والخنوع المشين للأنظمة العربية التابعة لها، والتي سخرت مقدرات الأمة لصالح أعدائها وقدمت مختلف أشكال الدعم لمجموعات الإرهاب التكفيري لاستنزاف قوى الأمة ومقدراتها لتمرير السياسات التي تتناقض مع مصالح الأمة وتشكل تهديداً للوجود العربي برمته.
إن القضية الفلسطينية التي شكلت على الدوام بوصلة السياسة الخارجية السورية ستبقى حية بإرادة الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية، وأن تعزيز الموقف العربي المقاوم يشكل الرد الأمثل لإفشال المخططات المعادية للأمة ، ووضع حد لمهزلة التطبيع المجاني لبعض الأنظمة العربية المتخاذلة التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني، وحشد الطاقات والقدرات من أجل الدفاع عن مصالح الأمة وحماية وجودها، وتحرير الأراضي العربية المحتلة وضمان حق العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.